زرت بعض البلدان العربية حيث و جدت نوعا من العصبية لدى قوم تمسكوا بصفة ناقصة جدا بحديث لرسول الله صل الله عليه و سلم و يأتون به بدون إتمامه فيكتفون بجزء منه لتبرير نصرهم لإخوانهم و لو كانوا من الظالمين.
فيقولون: "انصر أخاك ظالمًا أو مظلومًا".
و صار ذلك الحديث المنقوص في التقاليد حتى أنه يسير تصرف العباد و الظلم الفادح.
و السبب في ذلك هو انهم لا يٌتَممون الحديث حيث أن نبينا أوصى بنصرة الأخ (في الدين) و لكن أعطى لنصرته معنا آخر بعيد كل البعد عن ما يتصوره العموم.
فعندما حدث عليه السلام و قال :" "انصر أخاك ظالمًا أو مظلومًا" فساله رجل: يا رسول الله، أنصره إذا كان مظلومًا، أفرأيت إذا كان ظالمًا كيف أنصره؟ قال: تحجزه أو تمنعه من الظلم فإن ذلك نصره.
إذا ، نصر الأخ الظالم ليس ألافتاك بالمظلوم بل منع الأخ الظالم من التواصل في ظلمه و حتى إن ألزم بحجزه لكي لا يضر المظلوم بتصرفاته.
و هذا هو الصواب خلافا لما يتداول عند العموم و يِؤدي إلى الظلم الفادح.
و هذا ما أشرنا إليه في بعض كتاباتنا حول إستعمال العقل في العقيدة و هو أن الله لا يطلم فإن ألتمسنا ما يخالف ذلك في تأويل أوطرح النصوص الدينية فعلينا أن نرجع إلى الأصل و نحكم العقل.
0 التعليقات:
إرسال تعليق